كيف تتجنّب الأخطاء في العمل؟
على الرّغم من أنّ الأخطاء في الحياة والعمل تشكّل فرصة لنا للتعلّم وكسب التّجارب والمهارات، وعلى الرغم من أنّها قد تكون ناجمة عن انغماسنا في مغامرات محسوبة، وعلى الرّغم من كونها غير مقصودة، إلا أنه يتوجّب علينا أن نتجنّبها قدر إمكاننا، لتأثيراتها الغير محمودة عل عملنا ونفسيّتنا، وكثير من هذه الأخطاء يمكن تجنّبها بسهولة دون المساس بفاعليّة عملنا وبقدرتنا على الإنتاج، وكل ما يحتاجه الأمر هو بعض الانتباه واتّخاذ بعض التدابير البسيطة والفعّالة في ذات الوقت، والتي نذكر بعضا منها هنا.
منحُ انتباهنا الكامل لما نقوم به يُعتبر ركيزة أولى لتجنّب الأخطاء في العمل، فمحاولة عمل الكثير من الأمور في ذات الوقت تشتّت الانتباه والتركيز وتؤثّر سلبًا على جودة العمل، وعلينا التخلّص من الأمور الّتي قد تشتّتُ أفكارنا أو تحرفنا عمّا نحن فيه، فمحاولة الردّ على الإيميلات مثلا، وكتابة محضر جلسة، ومراجعة تقرير في ذات الوقت، قد تؤدّي إلى ارتكاب أخطاء غير ضروريّة، وهذا لا يعني بالطبع عدم إيلاء أهمية للأمور الطّارئة الّتي قد تجدّ بين الفينّةِ والأخرى وتستلزم منّا انتباهًا فوريّا وحلًّا سريعا.
طلب المشورة والمساعدةِ في أمور تبدو لنا معقّدة ممّن نعتقد انّهم أكثر خبرة منّا، لا يعتبر نقصًا على الإطلاق، وفي المؤسّسات التي تسودها روح التعاون عوضًا عن التنافس، يكون الأمر سلسًا أكثر، فاستشارة الآخرين تجنّبنا الوقوع في أخطاء زائدة والحكمة انّ نتعلّم من أخطاء الاخرين وليس من أخطائنا فقط، ولا توجد أفضليّة لارتكاب نفس الأخطاء الّتي ارتكبها الآخرون من أجل التعلّم.
استخدام لوائح المتابعة، واستنادا لتجربة طويلة في هذا المجال، تجنّبنا نسيان أمور هامّة تتعلّق بالمهّمات التي علينا القيام بها، ولوائح المتابعة هي توثيق للأمور الّتي يتوجّب القيام بها أو الانتباه لها من أجل إنجاز المهمّة؛ فمثلا، إن كنت تقوم بتنظيم فعاليّة معيّنة عليك كتابة كل المهمات الفرعيّة الّتي يتوجّب تنفيذها ابتداء من تعيين تاريخ لها، وإعلام المشاركين فيها بالوقت، ومرورا بترتيب وقت الفعاليّة وانتهاء بأخذ ردود الفعل عليها وتقييمها، وتكون فاعليّة لوائح المتابعة بارزة عند تخطيط وتنفيذ المهمّات الروتينيّة مثل عقد جلسة أو تنظيم حفل سنويّ، وتذكّر ان تعدّل لائحة المتابعة عند الضرورة.
مراجعة عَملك مرة تلو الأخرى تساعدك في تجنّب الأخطاء الصغيرة والكبيرة على حد سواء، وخلوّ مراسلاتك مثلا من الأخطاء النحويّة والإملائيّة البارزة يزيد من مصداقيّة عملك ويرفع من مستوى مهنيّتك بأعين رؤسائك ومرؤوسيك على حدّ سواء، وأحيانا كثيرة تكون هذه الأخطاء نابعة من تكاسلنا عن المراجعة لأنّ الوقت يداهمنا لاتمام المهمّة، وفي حال وجود مهمّة تستلزم الكتابة، مثل كتابة تقرير، او التخطيط، مثل تنظيم يوم دراسيّ، فيُجدر أن نبدأ العمل مبكّرًا، نُنهيه ونبتعد عنه لفترة ثمّ ونعود لنراجعه لاحقا، وإن كان بإمكاننا إطلاع الآخرين عليه ليراجعوه لنا فستكون هذا أفضليّة إضافيّة تُجنّبنا ارتكاب الأخطاء النابعة من عدم الانتباه لبعض النواقص أو العيوب في عملنا.
اجعَل لنفسك متّسعًا من الوقت لإنجاز ما يتوجّبُ عليك إنجازه، فالعمل تحت ضغط الوقت هو وصفة مثاليّة لارتكاب الأخطاء النابعة من الضغط والتوتّر، وعند العمل على مشروع ما فحاول أن تخمّن الوقت الذي تحتاجه لتخطيطه وإنجازه لتتفادى الأخطاء الناجمة عن العمل السريع.
معرفة سبب الخطأ تساعدنا في تجنّبه مستقبلا، فيمكن للخطأ أن يكون نابعا من عدم مراجعتنا أو انتباهنا، أو من تسرّعنا أو من اعتمادنا على الشخص الخطأ.
تذكّر دوما أن تجنّب الأخطاء يزيد من رصيد المهنيّة وأن التساهل حيالها قد يفقدك ثقة من حولك، خذ وقتا كافيا لتخطّط، تراجع وتستشير غيرك عند الحاجة، واجتهد ألّا تعمل تحت طائلة ضغط الوقت.